
مشاركة البرلمان المغربي في الدورة الـ19 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بجاكارتا وانتخابه نائبا لرئيس الاتحاد عن المجموعة العربية
انعقدت الدورة 19 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يومي 14 و15 ماي 2025، بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا، حيث شهدت الجلسة الافتتاحية تسلم السيدة بوان ماهاراني، رئيسة مجلس النواب بجمهورية إندونيسيا، رسميا رئاسة الاتحاد للدورة التاسعة عشرة.
وقد تميزت هذه الدورة بانتخاب المملكة المغربية في منصب نائب رئيس الاتحاد عن المجموعة العربية، في خطوة تعكس الثقة الكبيرة والدور الفعال والبناء الذي تضطلع به المملكة داخل الاتحاد، خاصة في ظل تزامن الدورة مع احتفال الاتحاد بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسه.
وعرفت هذه الدورة مشاركة وفد برلماني مغربي هام، برئاسة السيد ميلود معصيد، محاسب مجلس المستشارين، وعضوية السيدين النائبين محمد شباك، وخالد الشناق، والسيد المستشار خالد السطي، أعضاء الشعبة المغربية لدى الاتحاد.
وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر، جدد السيد ميلود معصيد، باسم الوفد البرلماني المغربي، التأكيد على الموقف الثابت للمملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية العادلة وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين المتوافق عليه دوليًا. كما ندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، مذكرا بالمجهودات التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس في الدفاع عن المدينة المقدسة ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
وأشاد رئيس الوفد بموضوع الدورة التي تنعقد تحت شعار: "الحكامة الرشيدة والمؤسسات المتينة كأساس للصمود". وأكد في هذا السياق على أهمية تعزيز الحكامة الرشيدة وتقوية المؤسسات الوطنية باعتبارها استثمارا جوهريا في استقرار الأوطان ومستقبل الشعوب، داعيا إلى مضاعفة الجهود البرلمانية لترسيخ هذه القيم وجعلها ممارسة يومية واقعية.
وفيما يتعلق بالتعاون مع الدول الإفريقية الأعضاء، أشار السيد معصيد إلى مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، لدعم التنمية في هذه الدول، وعلى رأسها مبادرة تمكين دول الساحل من الوصول إلى الواجهة الأطلسية، عبر تسخير إمكانيات وخبرات المملكة، إلى جانب مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية.
ودعا رئيس الوفد البرلماني المغربي إلى توحيد المواقف والجهود لتحقيق مصالح الأمة الإسلامية، مؤكدا على ضرورة احترام السيادة الوطنية، والوحدة الترابية للدول الأعضاء، كحجر الزاوية للأمن والاستقرار وبناء تعاون إسلامي فعال، يقوم على الاحترام المتبادل.
كما شدد في ختام كلمته على ضرورة تعزيز العمل البرلماني الإسلامي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه دول الاتحاد.
وقد عرفت هده الدورة مشاركة الوفد المغربي في عدد من الاجتماعات الهامة، أبرزها اجتماع المجموعة العربية، الذي أثمر عن حصول المملكة على عضوية اللجنة الدائمة المتخصصة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، إضافة إلى احتفاظها بعضويتها داخل كل من اللجنة الدائمة المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والأسرة، واللجنة الدائمة للشؤون الثقافية والقانونية وحوار الحضارات والأديان، فضلا عن عضويتها في لجنة فلسطين الدائمة.
وتكللت مشاركة الوفد البرلماني المغربي في الدورة 19 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاجتماعات المصاحبة، بتضمين التقارير النهائية للجان لمجموعة من المبادرات التي أطلقتها المملكة المغربية في مختلف الميادين، لا سيما تلك المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية، ودول الساحل، وحوار الأديان والحضارات.